الفنان طاهر حبيب : احتفاء باللون
عند الوقوف أمام السطح البصري الذي تشكله ريشة الفنان طاهر حبيب سيلزمك وقت للتحدث إلى نفسك وبهدوء تام ، حول أشياء كثيرة تثير الإهتمام : كيف أمكن تشكيل هذا العمق في اللون ؟ وما الذي يجعل الرموز تتجاور حد التماهي ؟
( تكست) تحتفي بالفنان التشكيلي طاهر حبيب عبر حوار يحتفي بالوعي وباللون معاَ
* لنقل كم هي حاضرة الطفولة ألان فيك ؟
** الطفولة هي المنبع العميق ، في اكتشاف مواهب الإنسان بكل تفاصيلها ، في طفولتي كان لي ميل فني الى عالم السينما ، في فترة الستينيات ، وفي نفس الوقت كنت ارسم وانقل ما يدور في ذهني من شخصيات كارتونية وممثلين ، تسحرني إعلانات السينما القديمة ، التاريخية ، والاسطورية ، حتى بدات ارسم ساعات طوال في اليوم ، واعرض رسوماتي على اصدقائي اذ طورت نفسي في الالوان والتخطيط .حتى في مراحل دراستي .
* تتزاحم الرؤى لدى الفنان ولكنها تختفي في مواجهة بياض القماشة الا يوجد تراكم في العمل البصري ؟
** بياض القماشة في العمل التجريدي ، هو المانع والمقلق الكبير والثاقب في نبض الفنان . لان الرؤى البصرية حاضرة عنده . لكن كيف يواجه هذا البياض . هنا تبقى مكبوتات الفنان لاخراجها في ذكريات بالخيال والعاطفة . بتوظيف هذه المعاني على اللوحة بعد التجربة ، والمعرفة الطويلة والمتواصلة . إذن هناك خزين فني داخل الفنان التشكيلي .
* نلحظ في اعمالك مفردات كثيرة تشبه إلى حد ما مفردات اللغة المحكية ولكنك أفردت منها صوتاً مميزاً ( صوت فوقي ) هل تم الأمر عن قصد ؟
** الفنان التشكيلي يمتلك الحرية المطلقة ، في الرسم للتعبير عن ايماءات انسانية باستيعاب منظومته الفكرية . ليس لي قصدية في العمل ، وانما فكرة مضمون اللوحة ، هنا الجانب الفني فالادوات التي استخدمها ، تلعب دوراً رئيسياً في الانجاز فالمفردة تظهر الشكل ، من خلال الخط ، والالوان ، والتقنيات الاخرى لتصل الى قمة جمال الشكل . لان الفنان باحث عن الجمال .
* ما سر انجذابك للاصفر والازرق في اعمالك الى الحد الذي يجعلهما يطغيان على مضمون العمل ؟
** اللون لاعب رئيسي في العمل الفني ، اذ لا يمكن فصل الروح عن الجسد . فاللون مكمل روحي للفنان ، وهو الباحث الحقيقي لجمال اللغة البصرية . كل الالوان قريبه الى نفسي . فهي حالة نفسية مغايرة تتحدث في دواخلي حيث فرشاة الفنان ، تلون لحظة الامساك بالاواصر الاولى للمفردة او العنصر ، لإظهار دراما اللوحة ، وروحيتها الصادقة . فاللون هو الساحر الاسطوري الذي يحقق الفنتازيا .
* كم تعتمل الأشياء في داخلك حتى تخرج لوحة ؟
** الأشياء تحدث دائماً في الحياة بينما الفنان يتأثر بكل شيء بعض الأحيان ارسم في مخيلتي كثيراً من اللوحات والصور ويبقى القلق والرؤيا المغايرة في داخلي هي الهاجس الوحيد لتوصيل الفكرة في العمل وانبعاثها على القماشة يحتاج هذا الى مغامرة كبيرة .
* كم لوحة سلبك الزمن الغابر ؟
** الكثير من الانجازات والمشاريع الفنية سلبها ذاك الزمن القاهر لكن الجميل في النهاية عندما تنجز اللوحة بسرياليتها ، وكأنها تريد امتلاك العالم .
* هل قلت كل شيء في اعمالك ؟
** اللوحة لها عوالمها وفلسفتها الخاصة . ولها طقوسها في الحياة . وهي الرئة الوحيدة للفنان لانها لا تنتهي . وهي في تغير دائم ومستمر . لهذا لم اقل كل شيء فيها . اللوحة هي مناخ نفسي احتمي به . باحثاً عن شيء جديد .
* الفن التشكيلي العراقي هل من سمة خاصة تميزه اليوم عما هو سائد في العالم ؟
** الفن التشكيلي العراقي، له ميزة خاصة لتمسكه بحضارته ، وموروثه القديم ، منذ زمن السومريين والبابليين . لهذا لم يفقد روحيته ، حيث نلاحظ تعدد الاساليب والرؤى ، في الفن التشكيلي من جيل الرواد وما بعدهما .
* اللوحة اسقاط بصري والرمز مسار ذهني فما الذي يوحدهما في العمل الفني ؟
** هنا يجب على الفنان ان يمتلك ثقافة فنية عالية للتزاوج بين المرئي والذهني . حيث تدخل عملية التكوين في الشكل ، لاظهار الجانب الرمزي . بعد اكمال مضمون العمل المنجز ، من ناحية تقنية اللون والخطوط والكولاجات ، لنضج اللوحة .
* كيف اختبرت المراحل الفنية التي مررت بها ؟
** الفنان التشكيلي ، يجتاز الكثير من المراحل الفنية .خاصةً في دراسته الأكاديمية . حيث يختبر نفسه بكل المدارس الفنية ، للتشكيل من الكلاسيكية . والانطباعية والتعبيرية والسريالية ، حتى يصل بوعيه ونضجه الفني والفكري بقناعة تامة إلى هدفه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق